كتاب الفرائد الحسان في عد آى القرآن

عد المدني الثاني والشامي، ثم أخبرت في الثالث بأن قوله تعالى: {لَمَجْمُوعُونَ} قد عده المدني الثاني والشامي. فيتركه الباقون، وعلى هذا من يعد والآخرين، لا يعد لمجموعون. ومن لا يعد والآخرين يعد لمجموعون. وأخيرا ذكرت أن الدمشقي ينفرد بعد قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَان} .
وأماكن الخلاف خمسة عشر: الميمنة، المشأمة، موضونة، وأباريق، عين، تأثيما اليمين، إنشاء، الشمال، وحميم، يقولون، الأولون، والآخرين، لمجموعون، وريحان. والله أعلم.
سورة الحديد والمجادلة:
قلت:
قبله العذاب عن كوفيهم ... وعدد الإنجيل عن بصريهم
وفي الأذلين المديني الثاني ... وأيضا المكي يهملان
وأقول: المعني أن قوله تعالى: {مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَاب} ثابت عده عن الكوفيين دون غيرهم، وأن قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيل} ثابت عده عن البصري دون سواه، وهذان الموضعان في سورة الحديد. وفي سورة المجادلة موضع واحد مختلف فيه، وهو قوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} وقد بينت في البيت الثاني أن المدني الثاني والمكي يهملان عده فغيرهما يعده والله تعالى أعلم.

الصفحة 65