كتاب الفرائد الحسان في عد آى القرآن

للمدني الأول والمكي والبصري والدمشقي وقوله تعالى: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} يعده المدني الأول والمكي ولا يعده الباقون.
قلت:
ونارا اعدده عن البصري ... وللحجازيين والشامي
وأحد ذو الرفع عده لدى ... مكيهم واترك له ملتحدا
وأقول: أمرت في البيت الأول بعد قوله تعالى: {فَأُدْخِلُوا نَارًا} للبصري والحجازيين والشامي. فيكون متروكا للكوفي وحده وأمرت في البيت الثاني بعد لفظ "أحد" المرفوع للمكي فلا يعد لغيره وهو قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} وتقييده بالرفع للاحتراز عن لفظ أحد المنصوب في هذه السورة فإنه رأس آية إجماعا حيث وقع مثل: {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} وأمرت أيضا بترك عده قوله تعالى: {وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} للمكي فيكون معدودا لغيره. والخلاصة أن لفظ أحد السابق يعده المكي ويتركه الباقون. ولفظ ملتحدا يتركه المكي ويعده الباقون. وأماكن الخلاف في سورة نوح خمسة: نورا، سواعا، نسرا، كثيرا، نارا.
وفي سورة الجن موضعان: أحد، ملتحدا، والله أعلم.
سورة المزمل والمدثر:
قلت:
وقبل قم كوف دمشق أول ... ثم جحيما غير حمص ينقل
وأقول: بينت أن اللفظ الواقع قبل لفظ قم وهو {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل} يعده الكوفي والدمشقي والمدني الأول، فيتركه المدني الثاني والمكي والبصري والحمصي وإنما عبرت عن لفظ المزمل بكونه واقعا قبل لفظ قم ولم أذكره صراحة لأنه

الصفحة 68