كتاب غاية المريد في علم التجويد

الوقوف كالسجاوندي وصاحب الخلاصة وغيرهما1.
الصورة الثانية: أن يكون الوقف على رأس الآية يوهم معنى غير المراد مثل الوقف على قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} 2، وقد اختلف العلماء فيه على ثلاثة مذاهب.
المذهب الأول: يرى أصحابه أنه لا يجوز الوقف عليه بل يجب وصله؛ لأن المصلين اسم ممدوح لا يليق به الويل، وإنما خرج من جملة الممدوحين بنعته المتصل به وهو قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} 3 فالوقف عليه لا يجوز إلا في حالة الاضطرار فقط، ومن أصحاب هذا المذهب الإمام المحقق ابن الجزري وصاحب نهاية القول المفيد، إذ يعتبران الوقف عليه من الوقف القبيح4.
المذهب الثاني: يرى أصحابه جواز الوقف على {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} والابتداء بما بعده بشرط أن يكون القارئ مستمرًّا في قراءته ولم يقطعها وينصرف عنها لأنهم يعتبرون الوقف على رءوس الآي سنة، ولم ينظروا إلى إيهام ما يترتب على الوقف5 من فساد المعنى.
المذهب الثالث: يرى أصحابه جواز الوقف على {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} ولا يجيزون الابتداء بما بعده، بمعنى أن القارئ يقف باعتباره رأس آية؛ ليأخذ نَفَسَهُ ثم يعود فيصِلُه بما بعده 6.
والذي أرتضيه من هذه المذاهب هو المذهب الأول الذي اختاره الإمام ابن الجزري ومن تَبِعَهُ؛ لأن الأولى بالقارئ أن لا يقف على كلام يوهِم غير ما أراده
__________
1 انظر: المرجع السابق نفس الصفحة.
2 سورة الماعون: 4.
3 سورة الماعون: 6.
4 انظر: "النشر" "ج: 1، ص322" وكذا "نهاية القول المفيد" ص169.
5 انظر: "نهاية القول المفيد" ص164.
6 من كتاب "العميد في علم التجويد" ص187، 188، بتصرف.

الصفحة 231