كتاب غاية المريد في علم التجويد

فَائدةٌ:
لقد جاء ضمن الأمثلة السابقة لفظ الجلالة: "الله"، وتصريفه كالآتي:
الأصل فيه "إله" دخلت عليه أل فصار: الإله، ثم حذفت الهمزة الثانية للتخفيف فصار "ال- له" ثم أدغمت لام "أل" في اللام الثانية للتماثل فصار: الله، ثم فخِّمت اللام للتعظيم بعد الفتح والضم دون الكسر لمناسبته للترقيق فصار: "الله"1.
__________
1 من كتاب "العميد في علم التجويد" ص53.
ثانيًا: حكم لام الفعل
وهي اللام الساكنة الواقعة في فعل سواء كان ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا، وفي كل إما متوسطة أو متطرفة، فالماضي مثل: {الْتَقَى} 1، {أَنْزَلْنَاهُ} 2، والمضارع مثل: {يَلْتَقِطْهُ} 3، {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} 4، والأمر مثل: {وَأَلْقِ} 5، {وَتَوَكَّلْ} 6.
ولها قبل أحرف الهجاء حالتان:
1- حالة إدغام. 2- حالة إظهار.
أما حالة الإدغام: فتدغم لام الفعل مطلقًا إذا وقع بعدها لامٌ أو راءٌ مثل: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ} 7، {وَقُلْ رَبِّ} 8، {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ} 9.
وسبب الإدغام التماثل بالنسبة إلى اللام، والتقارب بالنسبة إلى الراء.
وأما حالة الإظهار: فتظهر لام الفعل مطلقًا إذا وقع بعدها حرف من الحروف الستة والعشرين حرفًا الباقية كالأمثلة التي تقدمت.
وقد يسأل سائل لِمَ لَمْ تدغم لام الفعل في النون في نحو: {قُلْ نَعَمْ} 10 للتقارب الذي بينهما كما أدغمت في الراء للسبب نفسه؟
__________
1 سورة آل عمران: 155.
2 سورة إبراهيم: 1.
3 سورة يوسف: 10.
4 سورة الكهف: 75.
5 سورة طه: 69.
6 سورة الشعراء: 217.
7 سورة الشورى: 23.
8 سورة طه: 114.
9 سورة نوح: 12.
10 سورة الصافات: 18.

الصفحة 86