كتاب التأويل خطورته وآثاره

لأن مجرد قوله: فعلتَ كاف في الإضافة إلى الفاعل.
فلو لم يرد أنه فعله باليد حقيقة كان ذلك زيادة محضة من غير فائدة.
ويكاد يجزم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بأنه لا يجوز في كلام العرب ولا العجم أن فصيحاً يقول: فعلت هذا بيدي. أو فعل فلان هذا بيديه، إلا ويكون فَعَلَه بيده حقيقة، ولا يجوز أن يكون لا يد له، أو أن يكون له يد والفعل وقع بغيرها.
ولا يرد على هذا الذي قرره شيخ الإسلام مثل قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}، قالوا: خاطب الواحد بصيغة التثنية {ألقيا} لأن تثنية الفاعل هنا لتثنية الفعل، فكأنه قال: ألق ألق. وقيل: إنّه خطاب للسائق والشهيد.
ومن قال: إنه خطاب الواحد، قال: إن الإنسان

الصفحة 52