كتاب كيف أتوب

أبدا .. تميل الى البطالة والكسل .. تميل مع الهوى وطول الأمل .. ترجو من الدنيا وتنسى الآخرة .. هذه نفوسنا والله .. إذا عملنا بعد أن جاهدنا تستأثر نفوسنا بأعمالنا .. فنعملها رياء وسمعة .. نعوذ بك اللهم من شرور أنفسنا .. فإذا عرفت نفسك أنها الحاملة على كل ذنب .. وأنها الدافعة الى كل معصية .. وأنها المانع في كل خير وعطية .. استعذت بالله من شرها .. وعرفت أن الخير بيد الله .. يؤتيه من يشاء .. وهو العزيز الحكيم ..

نفسك إذا عرفتها. عرفت نفسك وعرفت الله .. عظمت المخالفة عندك .. نفسك انفرد بها لتوبخها.

يقول ابن القيّم:

واأسفاه من حياة على غرور .. وموت على غفلة .. ومنقلب الى حسرة .. ووقوف يوم الحساب بلا حجة .. واأسفاه .. واحسرتاه ..

ثالثا: تصديق الوعيد:
اخي التائب ..

مثل نفسك في زاوية من زوايا جهنّم ـ اللهم قنا عذاب جهنم وأنت تبكي أبدا .. أبوابها مغلقة .. وسقوفها مطبقة .. وهي سوداء مظلمة .. لا رفيق يستأنس به .. ولا صديق تشكو اليه .. لا نوم يريح .. ولا نفس .. ولا موت يقضي على العذاب ..

الصفحة 113