كتاب كيف أتوب

فأخبر سبحانه وتعالى أن توبته على الثلاثة الذين خلّفوا سبقت توبتهم .. وأنها هي التي جعلتهم تائبين .. فكانت توبة الله عز وجل عليهم مقتضيا لتوبتهم .. فإنه سبحانه يتوب على العبد أولا .. إذنا وتوفيقا وإلهاما .. فيتوب العبد .. فيتوب الله عليه ثانيا .. قبولا وإثابة .. يتوب الله عز وجل إذنا .. يأذن له في التوبة .. قال الله تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم* وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [التكوير: 28 - 29].

واعلم أخي التائب .. أنّ العبد إذا حرم التوفيق يجد في كل خطوة عثرة .. وفي كل حركة خذلانا .. نعوذ بالله من الخذلان ..

إن التوبة الثانية .. توبة القبول والإثابة .. هي سر من أسرار اسمي الله " الأول" و " الآخر" .. فإنه سبحانه المعد .. والممد ..

ولكي تتوب .. لا بد وأن تعرف الله .. أن تعرف أسماءه وصفاته ..

فإن من أسرار اسمي الله " الأول" و " الآخر" فإنه سبحانه السبب والمسبب .. العبد توّاب والرب توّاب .. فتوبة العبد رجوعه الى سيده بعد الإباق .. وتوبة العبد نوعان .. الأول: إذن وتوفيق .. والثاني: قبول وإثابة ..

وللتوبة مبتدأ ومنتهى .. مبدؤها: الرجوع الى الله بسلوك الصراط المستقيم الذي أمر بسلوكه {وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه} [الأنعام: 153].

ونهايتها الرجوع اليه في الميعاد ..

الصفحة 69