كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

على كتاب (الإبانة) 1 الذي ألفته في الرد على الزائغين2 في مسألة القرآن، وأنكم وجدتم المخالفين ببلدكم3/ يشغبون4 عند ذكر الحرف والصوت، وأنه قد صعب عليكم تجريد القول فيهما، واستخراج ذلك من الكتاب لكثرة الأسانيد المتخللة5 للنكت التي تحتاجون إليها، وسألتم إفراد القول في هذا الفصل بترك الأسانيد، ليسهل عليكم الأخذ بكظم6
__________
1 تقدم الكلام عليه في الباب الأوّل من الدراسة عند الكلام على مؤلَّفاته.
2 الزيغ: الميل. ومنه قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} أي: لا تملنا عن الهدى والقصد ولا تضلّنا. انظر: ابن منظور: اللسان 8/432. والمراد هنا: المائلين عن قول الحقّ في هذه المسألة.
3 وهو: مدينة زبيد.
كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في: (درء تعارض العقل والنقل 2/83) و (بيان تلبيس الجهمية 1/446) . وتقدم توضيح ذلك عند الكلام على إثبات نسبة الرسالة للمؤلِّف. انظر: ص: (76-77) .
4 الشَّغْب "بسكون الغين" تهييج الشرّ والفتنة والخصام. والعامة تفتحها. وشَغَب فلان عن الطريق، يشغَب شغْباً، وفلان مِشغَب: إذا كان عانداً عن الحقّ. والشغب: الخلاف.
انظر: ابن منظور: لسان العرب 1/504، والرازي: مختار الصحاح ص: 340.
5 في الأصل: (المتحللة) بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
6 الكَظَم – بفتح الكاف والظا -: مخرج النفس. يقال: كظمني وخذ بكَظَمي، وأخذ بكَظَمه، أي: بحلقه. ويقال: أخذت بكَظَمِه، أي: بمخرج نفسه. ابن منظور: في لسان العرب12/520.

الصفحة 114