كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

الفصل الثاني: في (بيان السنة ما هي؟ وبم يصير المرء من أهلها؟)
اعلموا رحمكم الله أنّ السنة في لسان العرب هي: الطريقة1 فقولنا: سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: طريقته، وما دعا إلى2 التمسك به ولا خلاف بين العقلاء في "أن"3 سنّة الرسول عليه السلام لا تعلم بالعقل وإنما تعلم بالنقل.
فأهل السنة: هم الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح رحمهم الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم4 "أو"5 عن أصحابه رضي الله عنهم فيما لم يثبت فيه نص في الكتاب ولا عن الرسول صلى الله عليه وسلم / لأنهم رضي الله عنهم أئمة، وقد أمرنا باقتداء6 آثارهم، واتباع سنّتهم وهذا أظهر من أن يحتاج
__________
1 انظر: لسان العرب 13/226.
2 في الأصل: "إلي" وهو تصحيف من النساخ.
3 ما بين القوسين ليس من الأصل، زدته لاقتضاء السياق.
4 قال شيخ الإسلام في إطلاق لفظ أهل السنة: " شاد به من خلافة الخلفاء الثلاثة فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاّ الرافضة، وقد يراد به أهل الحديث والسنّة المحضة، فلا يدخل فيه إلاّ من يثبت الصفات لله تعالى ويقول: إن القرآن غير مخلوق وأن الله يرى في الآخرة، ويثبت القدر، وغير ذلك من الأمور المعروفة عند أهل السنة". انظر: منهاج السنة 2/163.
5 " أو " ليست في الأصل والسياق يقتضي إثباتها.
6 في الأصل رسم الكلمة هكذا: " باقدا " وأعلاها إشارة صحّ، ويجوز أن تكون "باقتفاء " حرفت. والمعنى: لزوم سننهم وطريقهم وفي "اللسان": تقدّت به دابته: لزمت سنن الطريق. انظر: لسان العرب 15/172.

الصفحة 143