كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
وإذا كان الأمر كذلك فكلّ مدع1 للسنّة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك عُلِم صدقه، وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، علم أنه محدث زأئغ وأنه لا يستحق أن يصغا2 إليه أو (يناظر) 3 في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم4 لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون: قال الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي/ وقال الجبائي5 فأقل ما يلزم المرء في بابهم أن يعرض ما قالوه على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن وجده موافقاً له
__________
1 في الأصل: " مدعى ".
2 صغا: بالمقصورة والممدودة: مال، وأصغى إليه رأسه وسمعه: أماله، وأصغيت إلى فلان ملت بسمعك نحوه. انظر: لسان العرب 14/461.
3 هكذا بالأصل: ويحتمل أنها محرفة عن (ينظر) وهو متجه.
4 التمحين: الابتلاء والاختبار وقد تقدّم. انظر: لسان العرب 13/401.
5 بضمّ الجيم وتشديد الباء الموحّدة نسبة إلى (جبى) قرية من قرى البصرة.
وهو محمّد بن عبد الوهّاب الجبائي، أبو عليّ من معتزلة البصرة، وكان رأساً في علم الكلام. وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري علم الكلام. ولد سنة: 235هـ وتوفي سنة: 303هـ. انظر ترجمته في وفيات الأعيان 4/607، والمنتظم 6/137، وطبقات المعتزلة ص: 80، وشذرات الذهب 2/241، واللباب 1/255.