كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

فقد بان بما قالوه1 أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أوّل ولا آخر.
ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء2 ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم، ومدعي قرآن لا لغة فيه جاهل غبي عند العرب، لأن القرآن اسم لكتاب الله عز وجل العربي مختص به عند كثير من العلماء ولذلك لم يهمزه غير واحد من القراء والفقهاء وهو قول الشافعي3 رحمة الله عليه4 وقراءة
__________
1 في الأصل: " قالقوه " وهو تحريف.
2 نقل أبو سعيد خلف بن عمر المعروف بمعلم الفقهاء: إجماع العلماء على أن من ردّ حرفاً من القرآن فقد كفر. انظر: ترتيب المدارك للقاضي عياض 2/490. وقال عبد الله بن مسعود: " من كفر بحرف من القرآن فقد كفر به أجمع ". انظر: مصنف عبد الرّزّاق 8/472. فإذا كان هذا فيمن أنكر حرفاً منه فكيف بمن أنكره أجمع. وقد تقدم الكلام على مسألة إطلاق التكفير قبل هذا.
3 هو الإمام أبو عبد الله محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الشافعي. أحد الأئمة الأربعة. ولد بغزة سنة: 150هـ وتوفي بمصر سنة: 204هـ. انظر: تذكرة الحفاظ 1/361، والتقريب 2/143، والأعلام 6/249.
4 روى الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحدي في كتابه: (الوسيط) أن الشافعي رحمه الله كان يقول: " القرآن: اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت ولكنه اسم لكتاب الله تعالى مثل: التوراة والإنجيل ". نقلاً عن تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/83. وانظر: لسان العرب 1/128-129، وانظر أيضاً: التفسير الكبير للرازي 5/86.

الصفحة 155