كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

ابن كثير1 وغيره2. وقالوا: " إذا قرأ القارئ قوله سبحانه {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} 3 همز قرأت؛ لأنه مشتق من القراءة"4.
وعند بقية القراء والعلماء أن القرآن مهموز وهو اسم مشتق من قرأ قراءة وقرآناً، أو من ضم بعضه إلى بعض5. والعقل غير (موجب) 6 لتسمية صفة لله سبحانه قرءآناً بالاتفاق7.
وإنما أخذ هذا الاسم سمعاً والسمع قوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} 8،
__________
1 هو: عبد الله بن كثير الكناني مولاهم الفارسي الأصل أحد القراء السبعة. ولد بمكة سنة خمس وأربعين، وتوفي بها سنة عشرين ومائة. كنيته: أبو سعيد، وقيل: أبو معبد. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 3/41، وشذرات الذهب 1/157، وطبقات القراء 1/443 ترجمة رقم: 1853.
2 كعمر بن العلاء. انظر: لسان العرب 1/129.
3 سورة الإسراء آية: 45.
4 في الأصل: " القراة " على عادة الناسخ في تسهيل الهمزة وإهمالها في أكثر المواضع.
5 انظر: لسان العرب 1/128.
6 في الأصل: " موجباً " وهو خطأ. والصواب ما أثبت لأنه مضاف إليه.
7 اتفق السلف على أن الله سبحانه لا يوصف إلا بما وصف به نفسه جلّ علا أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.
8 سورة الزخرف آية: 3.

الصفحة 156