كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
الفصل الرابع: في (إقامة البرهان على أنهم مخالفون لمقتضى العقل بأقاويل متناقضة مظهرون لخلاف ما يعتقدونه)
وأما مخالفتهم لمقتضى العقل، ونص الكتاب، قولهم: إنّ الله سبحانه أفهم موسى- عليه السلام1- كلامه بلطيفة أدرك بها موسى أنه كلامه بلا واسطة2 والكلام قديم غير مخلوق. وقال أبو بكر بن الباقلاني3: إنّ الله متكلم في الأزل، ولا يجوز أن يقال: إنه مكلِّم في الأزل4.
__________
1 جملة "عليه السلام" ليست في الأصل.
2 أوضح المؤلف في كتاب الإبانة أنّ ذلك حقيقة مذهبهم وإن كانوا يتحاشون التصريح به؛ لئلا يشنع عليهم. انظر "النص الذي اقتبسه ابن تيمية عن "الإبانة" في كتابه "درء تعارض العقل والنقل 2/ 90- ا 9".
3 هو أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، المعروف بالباقلاني، البصري المتكلم المشهور، انتهت إليه الرئاسة في مذهب الأشاعرة في عصره، ولد بالبصرة وسكن بغداد وتوفي بها سنة 403 هـ.
والباقلاني: "بفتح الباء وكسر القاف بعدها لام وألف ونون": نسبة إلى الباقلى وبيعه: انظر "وفيات الأعيان لابن خلكان 4/ 269" وتبيين كذب المفترى ص 217، واللباب لابن الأثير 1/ 112، والأعلام 7/ 46.
ويقال ابن الباقلاني كما ذكر المؤلف وابن عساكر في التبيين، ويقال الباقلاني كما في وفيات الأعيان وغيره.
4 انظر الإنصاف ص 110 لكن ليس فيه الجملة الأخيرة.