كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

سبحانه: {وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ} 1 وقال: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} 2
والكتاب عند السلف هو القرءآن باتفاق المسلمين كلام الله3 ويقولون في الظاهر للعوام: "قد سمع موسى كلام الله على الحقيقة4 وكلامه ليس بصوت"5.
والعقل لا يقتضي أن يسمع بشر6 مبقى على بنيته وعادته ما ليس
__________
1 سورة الأحزاب: جزء من آية "36"
2 سورة البقرة: جزء من آية "58"
3 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والكتاب اسم للقرآن العربي بالضرورة والاتفاق" "قاعدة في صفة الكلام ضمن الرسائل المنيرية 2/ 56" وانظر: كلام الرازي: "التفسير الكبير1/ 14" "والنسفي في تفسير القرآن الجليل 1/ 195" و"الغزالي في المستصفى /120".
4 انظر مثلاً قول الباقلاني في الإنصاف ص 96، وإمام الحرمين: الإرشاد ص 134.
5 تقدّم إثبات ذلك عنهم من كتبهم.
6 في الأصل "يسمعوا" وهو تحريف. وللمؤلف زيادة إيضاح لهذه المسألة في "الإبانة" انظر: النص المقتبس عنها لدى ابن تيمية في درء التعارض 2/ 90. وفيه قال أبو نصر: "قلت له – أي لبعض الأشاعرة – أتقر بأنّ الله أسمع موسى كلامه على الحقيقة بلا ترجمان؟ فقال: نعم – وهم يطلقون ذلك ويموهون على من لم يخبر مذهبهم – وحقيقة سماع كلام الله من ذاته على أصل الأشعري محال؛ لأن سماع الخلق على ما جبلوا عليه من البنية وأجروا عليه من العادة – لا يكون البتة إلا لما هو صوت أو في معنى الصوت. – قال – وإذا لم يكن كذلك فالواصل إلى معرفته بضرب من العلم والفهم وهما يقومان في وقت مقام السماع، لحصول العلم بهما كما يحصل السماع، وربما سمى ذلك سماعاً على التجوز لقربه من معناه، فأما حقيقة السماع لما يخالف الصوت فلا يتأتى للخلق في العرف الجاري".إهـ

الصفحة 167