كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

في أن لا حسن في العقل ولا قبيح.
وكان الأمر (أيسر) 1 في رد ما قالوه من هذا، لأن موضوع اسم
الظلم: لوضع الشيء في غير موضعه، وأخذ ما ليس للآخذ أخذه2 والله خالق الأشياء ومالكها، ومدبرها وليس لأحد أن يعترض عليه فيما يصنع فيها، ولا يضع الشيء إلا فيما يجعله موضعاً له، ولا يأخذ شيئاً إلا وهو أولى به، ولا يتصور معنى الظلم في أفعاله. وقد قال الله سبحانه: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} 3.
ولقد حكى محمد بن عبد الله المالكي المغربي45 وكان فقيهاً صالحاً عن الشيخ أبي سعيد البرقي6 وهو من شيوخ فقهاء المالكيين ببرقة7 عن أستاذه خلف المعلم8 وكان من فقهاء المالكيين
__________
1 في الأصل (اليسر) .
2 وانظر: (لسان العرب 12/ 373) مادة: (ظلم) .
3 سورة الأنبياء: آية (23) .
4 في النص الوارد في درء التعارض 7/236، (المغربي المالكي) :
5 لم أجد له ترجمة.
6 لم أجد له ترجمة.
7 برقة: "بفتح الباء وسكون الراء وفتح القاف" اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الاسكندرية وإفريقية. انظر: (معجم البلدان: للحموي 1/ 388) .
8 وهو أبو سعيد: خلف بن عمر، وقيل اسمه: عثمان بن عمر، وقيل عثمان بن خلف، المعروف بابن أخي هشام الخياط، من أهل القيروان، وكان شيخ الفقهاء، وإمام أهل زمانه في الفقه والورع، وكان يعرف بمعلم الفقهاء، لم يكن في وقته أحفظ منه، اختلط علم الحلال والحرام بلحمه ودمه وما اختلف الناس فيه، وما اتفقوا عليه، عالماً بنوازل الأحكام حافظاً بارعاً فراجاً للكروب مع تواضع ورقة قلب وسرعة دمعة ونية خالصة. كان مولده سنة 299، وقيل 297، وتوفي سنة 371 وقيل 373 هـ. انظر ترجمته في: (الديباج المذهب1/ 347) و (ترتيب المدارك 2/ 488 - 491) .

الصفحة 209