كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
ولن يقدر أحد (في) 1 علمي على إيراد ذلك عن الأوائل ولا اتخاذه إيانا2 في أثر ولا عقل.
وكل ما يتعلق به مخالفونا في هذا الفصل فمن المجاز، أو بنيات الطرق، والعقل والسمع معاً يؤيدان ما نقوله، وبه ينطق الكتاب والأثر، وثبت العرف به.
فأما تعلقهم ببيت الأخطل3 فإن معنى قوله: إن البيان من الفؤاد4 … هو: أن المرء إنما يروي في نفسه أولاً ما يريد أن يتكلم به، فالموجب للبيان هو الذي انطوى عليه القلب5 وحقيقة الكلام هو النطق به المسموع لا غير.
والذي قاله الأخطل إنما يكون في أوقات مخصوصة لآحاد من الناس. والغالب من أحوالهم الكلام على الهاجس6 بما لم يرددوه في أنفسهم ولم يهموا به.
__________
(في) ليست في الأصل وزدتها لاقتضاء السياق.
2 هكذا في الأصل والكلام غير مستقيم ويحتمل أن يكون صوابها هكذا: (ولا اتخاذهم إياه دينًا في أثر أو عقل) . والله أعلم.
3 تقدم التعريف به، انظر ص 120.
4 تقدم البيت بتمامه مع تخريجه، انظر ص 120.
5 وهو المعنى.
6 الهاجس: الخاطر: والهجس: "ما وقع في خلدك، تقول: هجس في قلبي هم وأمر". انظر: (لسان العرب 6/ 246) .