كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
ففضل السكوت على الكلام لاقتران السلامة به. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صمت نجا "1.
والشاعر قال:
ما إن ندمت على سكوت مرة ... فلقد ندمت على الكلام مرارًا2
__________
1 ت: صفة القيامة / باب رقم 50 جـ 4/ 660 حـ 2501 من حديث عبد الله ابن عمرو. وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة …".
دي: رقائق / باب في الصمت 2/ 299 من طريق ابن لهيعة من حديث عبد الله ابن عمرو أيضاً. حم: 2/ 159، 177.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بعد أن ساق قول الترمذي السابق: "قلت يعني أنه ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة الذي عرف به، لكن رواه عنه بعض العبادلة الذين حديثهم عنه صحيح عند المحققين من أهل العلم منهم عبد الله بن المبارك فقال في كتاب الزهد: (ق172/1 كواكب 575 ورقمه 385) . طبع الهند وانظر كتاب الزهد/ باب حفظ اللسان ص130 بتحقيق الأعظمي. انبأنا عبد الله بن لهيعة به، ومنهم عبد الله بن وهب فرواه في الجامع 49، وأخرجه ابن شاهين في الترغيب (ق 107 / 1) من طريق ابن وهب عنه به، لكنه قرن معه عمرو بن الحارث، وهو ثقة. ولعل الطبراني أخرجه من هذه الطريق فقد قال المنذري: (4/ 9) رواه الترمذي وقال غريب والطبراني رواته ثقات، ونقل المناوي عن الزين العراقي أنه قال: "سند االترمذي صعيف وهو عند الطبراني بسند جيد اهـ، انظر: فيض القدير 6/171. (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 62 حـ 171) .
2 ذكره ابن حبان البستي مع بيت قبله وبيتين بعده ولم يعزها لأحد. فقال: ولقد أحسن الذي يقول:
إن يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مرة ... فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا
وإذا تقرب خاسر من خاسر ... زادا بذلك خسارة وتبارا
(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص 45) .