كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
يخالف الظاهر فهي على يعقلونه ويتعارفونه.
والذي يوضح ذلك: هو أن الله سبحانه قد أثبت لذاته علماً ونطق بذلك كتابه فقال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} 1 وكان المعقول من العلم عند المخاطبين به أنه إدراك المعلوم على ما هو به فكان علم الله سبحانه إدراك المعلوم على ما هو به، وعلم المحدث أيضاً إدراك المعلوم على ما هو به.
وكذلك لما أثبت الله لنفسه السمع بدلالة النص حيث قال: {ِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} 2 وقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الحجب: (ما أدركه بصره) 3 وقالت عائشة4 رضي الله عنها: (يا سبحان الله من وسع سمعه الأصوات)
__________
1 سورة النساء: جزء من آية (166) .
2 سورة النساء جزء من آية (58) .
3 م: كتاب الإيمان / باب قوله عليه السلام إن الله لا ينام، وفي قوله: حجابه النور 1/ 161 ح 293 من حديث أبي موسى وفيه: "حجابه النور – وفي رواية أبي بكر النار – لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".جه: المقدمة / باب فيما أنكرت الجهمية 1/ 70 حـ 195 – 196.
حم: 4/ 401، 405 من حديث أبي موسى من طريقين في أحدهما: " لوكشفه لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره".
4 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أفقه نساء العالمين توفيت سنة58 وقيل 57 هـ. انظر: (ابن حجر: الإصابة 4/ 359) و (الاستيعاب 4/ 356 مع الإصابة) .
5 خ: تعليقاً بصيغة الجزم: كتاب التوحيد / باب: "وكان الله سميعاً بصيراً" 13/ 372 فقال: قال الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات …".
جه: المقدمة/باب فيما أنكرت الجهمية 1/67حـ 118 بلفظ البخاري وبأتم منه.
حم: 6/ 46. ابن أبي عاصم: السنة 1/ 278 حـ 625.
والآجري في الشريعة 291 من طريقين أحدهما بلفظ "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات". والآخر: "تبارك الله الذي وسع سمعه الأصوات كلها".
واللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة 3/ 410 حـ689.
وقال الشيخ الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم: "إسناده حسن، ورجاله ثقات رجال مسلم على ضعف في يحيى بن عيسى الفاخوري الرملي، لكنه قد توبع كما يأتي، فالحديث صحيح. ثم أشار إلى رواية الإمام أحمد وابن ماجه وابن جرير. ثم قال – قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم …" انظر: السنة 1/ 278. ولم أجده بنص لفظ المصنف.