كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

فهذا الذي ذكرناه من طريق العقل الذي يدعون أنه الحجة القاطعة.
وأما على طريقتنا1: فالله سبحانه قد بين في كتابه ما كلامه؟ وبين رسوله صلى الله عليه وسلم، واعترف به الصدر الأول والسلف الصالح رحمهم الله، وآمنوا به. فقال الله سبحانه: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ 2 اللَّهِ} 3 وقال: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} 4 وقال: {فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} 5.
وما سمع مستجير قط إلا كلاماً ذا حروف وأصوات، ولا قرأ قارئ البتة إلا ذلك.
فلما (سمى) 6 سبحانه هذا القرآن العربي (الفصل) 7 كلامه علم أن كلامه حروف، كيف وقد أكد ذلك بذكر الحروف المقطعة في أوائل السور منه مثل: {الم} 8، و {الر} 9،
__________
1 أي طريقة السلف في إثبات الأسماء والصفات. وهي اتباع النص والإيمان بما وردت به النصوص الصحيحة.
2 في الأصل (كلامه) وهو خطأ.
3 سورة التوبة: آية (6) .
4 سورة المزمل: آية (20) .
5 سورة المزمل: آية (20) .
6 في الأصل: في الحاشية من أعلى، وفي الحاشية من اليمين أعادها مع الكلمة التي بعدها.
(7) لعلها (المفصل) .
(آية 1) في كل من سورة (البقرة) و (آل عمران) و (العنكبوت) و (الروم) و (لقمان) و (السجدة) .
(جزء من آية 1) في كل من سورة (هود) و (يوسف) و (إبراهيم) .

الصفحة 231