كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
وأما الصوت: فقد زعموا أنه لا يخرج إلا من هواء1 بين جرمين وذلك لا يجوز وجوده من ذات الله تعالى.
والذي قالوه باطل من وجوه: ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر سلام الحجر عليه2، وعلم تسليم الحصا في يده3، وتسبيح
__________
1 في الأصل: (هوايين) وهو تصحيف.
2 وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن". أخرجه م / فضائل / باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه 4/ 1782 حـ (2277) من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
ت / مناقب / باب في آيات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم 5/ 592 حـ 3624 نحوه.
حم: 5/ 89.
دي: المقدمة باب ما أكرم الله به نبيه من إيمان الشجر والبهائم والجن 1/ 12.
3 يشير إلى ما جاء من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ حصيات فسبحن في يده، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فسبحن، ثم أعطاهن أبا بكر فسبحن في يده فوضعهن فخرسن، ثم أعطاهن عمر فسبحن في يده، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فخرسن، ثم أعطاهن عثمان فسبحن في يده، ثم أعطاهن علياً فوضعهن فخرسن". قال الزهري: "الخلافة أعطاها الله أبا بكر وعمر وعثمان" قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وله طريق أحسن من هذا في علامات النبوة وإسناه صحيح. (مجمع الزوائد 5/ 179) .
وقال بعد إيراده الطريق الآخر: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات وفي بعضهم ضعف (8/ 299) .
وأخرجه اللالكائي في (شرح) أصول اعتقاد أهل السنة 4/ 800 حـ 1457 من حديث أبي ذر أيضاً – رضي الله عنه – وقال محققه (إسناده ضعيف) .
وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر الحديث وأشار إلى من خرجه: وأما تسبيح الحصى فليس له إلا هذه الطريق مع ضعفها. انظر: (فتح الباري 6/ 592) .