كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت
الحارث1 عن جرير بن جابر2 عن كعب3 أنه قال: "لما كلم الله موسى عليه السلام كلمه بالألسنة كلها، قبل لسانه فطفق موسى يقول: والله يا رب ما أفقه هذا حتى كلمه بلسانه آخر الألسنة بمثل صوته". وذكر الحديث4.
__________
1 هو: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارت بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني، قيل: اسمه محمد، وقيل: المغيرة، وقيل أبو بكر اسمه، وكنيته: أبو عبد الرحمن، وقيل اسمه كنيته. ثقة، فقيه عابد، مات سنة 94 هـ وقيل غير ذلك (ابن حجر: تقريب 2/ 398) .
2 اختلف في اسمه: فقال البخاري: جرز بن جابر ... وقال عبد الرزاق عن معمر: جرير، وقال يونس وابن أخي الزهري والزبيدي: جزؤ، وقال إسماعيل عن أخيه عن ابن عتيق: جرو ابن جابر) التاريخ الكبير (2/ 256 حـ 2378) .
وقال ابن أبي حاتم: جزء بن جابر الخثعمي، روى عن كعب وروى عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. في رواية شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، وفي رواية معمر جزء بن جابر وهو وهم. وتابعه الزبيدي، ويقال: حزن بن جابر سمعت أبي يقول ذلك. (الجرح والتعديل 2/ 547) .
وقال الحافظ المزي في ترجمة تلميذه أبي بكر بن عبد الرحمن: روى عن جرير بن جابر ويقال جزء بفتح الجيم وسكون الزاي الخثعمي. (تهذيب الكمال: 792/ آ) .
3 هو كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار ثقة، من أوعية العلم ومن كبار علماء أهل الكتاب، ثقة مخضرم، قدم من اليمن في زمن عمر فسكن الشام، مات في خلافة عثمان وقد زاد على المائة. انظر: (الذهبي: التذكرة 1/ 52) و (ابن حجر: تقريب 2/ 135) .
4 أخرجه عبد الله بن أحمد من طريق معمر عن الزهري به ولفظه: "لما كلم الله موسى كلمه بالألسنة كلها قبل لسانه فطفق موسى يقول: يا رب والله ما أفقه هذا حتى كلمه آخر ذلك بلسانه مثل صوته، فقال: موسى هذا يا رب كلامك فقال الله: "لو كلمتك بكلامي لم تك شيئاً" أو قال: "لم تستقم له" قال: أي رب فهل من خلقك شيء يشبه كلامك قال: لا. وأقرب خلقي شبهاً بكلامي أشد ما يسمع الناس من الصواعق. قال عبد الله: والحديث على لفظ حديث أبي عن عبد الرزاق. (السنة ص 63) .
وأخرجه: الدارمي من طريق شعيب عن الزهري. بمثل لفظ المصنف وفي آخره زيادة (يعني بمثل لسان موسى وبمثل صوت موسى) . (الرد على الجهمية 93) .
وذكر نحوه الإمام أحمد بدون سند، مع اختلاف في اللفظ يسير. (الرد على الجهمية والزنادقة 132) .
وابن كثير في التفسير: من طريق معمر أيضاً عن الزهري. وقال: "وهذا موقوف على كعب الأحبار، وهو يحكي عن الكتب المتقدمة المشتملة على أخبار بني إسرائيل وفيها الغث والسمين". (تفسير ابن كثير 1/ 588) وأخرجه الطبراني في الأوسط 1/ 527. وفي الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الصحيحة والحسنة الواردة في هذا الباب ما يغني ويكفي.