كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 1.والنداء عند العرب صوت لا غير2، ولم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله عليه السلام أنه من الله غير صوت. ولا خلاف بيننا في أن موسى مكَلَّم بلا واسطة، فسقط قول من زعم أن العرب تقول: نادى الأمير من ينادي.
وروى أحمد بن حنبل3 رحمة الله عليه عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي4 عن الأعمش5, عن مسلم بن صبيح6 عن مسروق7
__________
1 سورة القصص: (آية 30) .
2 قال ابن منظور: النِّداء، والنُّداء: الصوت مثل الدعاء والرغاء، وقد ناداه ونادى به، وناداه مناداة ونداء: صاح به ... والنداء: ممدود: الدعاء بأرفع الصوت. (لسان العرب 15/ 315) .
3 تقدم.
4 هو: عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي، أبو محمد الكوفي، لا بأس به، وكان يدلس قاله أحمد، مات سنة 295هـ. (ابن حجر: التقريب 1/497) .
5 هو: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو محمد الكوفي الأعمش، ثقة حافظ، عارف بالقراءة، ورع لكنه يدلس. مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة، وكان
مولده سنة إحدى وستين. (المصدر نفسه 1/ 331) .
6 هو: مسلم بن صبيح - بالتصغير - الهمداني، أبو الضحى الكوفي، العطار، مشهور بكنيته، ثقة فاضل. مات سنة مائة هـ. (المصدر نفسه 2/ 245) .
7 هو: مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الوادعي، أبو عائشة، الكوفي، ثقة، فقيه، عابد، مخضرم. مات سنة اثنتين وستين، وقيل ثلاث وستين. (المصدر نفسه 2/ 242) .

الصفحة 253