كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

وعند الكلابية أن له يدا واحدة1 ومن أثبت له يدي صفة فقد ضل. ثم فسروا اليد وعدلوا في التفسيرعن الظاهر إلى تأويل مخالف له فعادوا إلى المعتزلة.
والأشعري أثبت يدين لكنه وافق ابن كلاب في التأويل2.
وكل حديث جاء في الصحيح مما يتعلق في الصفات عدلوا به إلى معنى غير الصفة. منها حديث ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 3
__________
1 وهي التي بمعنى القدرة، أو النعمة عندهم.
2 الواقع أن الذي انتهى إليه الأشعري في آخر مصنفاته: إثبات اليدين لله عز وجل من غيرتكييف، ورد على من أولها بالنعمة أو القدرة رداً حسنًا أجاد فيه وأفاد رحمه الله. انظر: الإبانة 125 - 140 و (رسائل الثغرص 147 مخطوط بمكتبة الدراسات بالجامعة الإسلامية تحت رقم 47 عقائد) . وانظر المطبوع ص 127.
وما ذكره المؤلف هو مذهب المنتسبين إلى أبي الحسن الأشعري المتمسكين بمذهبه الكلابي الذي ثبت رجوعه عنه.
وانظر مثلا: (مشكل الحديث وبيانه: 38، 104، 224) و (الإرشاد للجويني 155) .
3 سورة الزمر: آية 7.

الصفحة 264