كتاب رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت

في ... 1 أهل السنة. ومن أتقن السنة ثم تأمل كتابيه بانَ له خلاف أبي بكر بن فورك وأصحابه للحق.
والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء، لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستقف2 ولم تموه. بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان3، وإنه غيرمرئي4 وإنه لا سمع له ولا بصر،
__________
1 في الأصل كلمة لم أتبينها.
2 الاستقفاء: الإتيان من الخلف. يقال: تقفيته بالعصا واستقفيته ضربت قفاه بها. (لسان العرب 15/193) .
والمقصود هنا أن المعتزلة صرحوا بمعتقدهم في صفات الله وجاهروا به، ولم يحاولوا إخفاءه ومخادعة خصومهم والتمويه عليهم.
3 وقال بعضهم معنى: كونه في كل مكان: أي أنه مدبر لكل مكان. ولهم قول آخر وهو أنه لا في مكان بل هو على ما لم يزل عليه انظر: (الأشعري: المقالات1/286)
4 وانظر لتحقيق مذهبهم في الرؤية: (القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة 232) والبغدادي: الفرق بين الفرق 114) والشهرستاني: الملل والنحل 1/45) و (الأشعري: المقالات1/238) .

الصفحة 270