كتاب منادمة الأطلال ومسامرة الخيال

هَذَا كَلَامه وَرَأَيْت على هَامِش مُخْتَصره بِخَط غَيره أَن الَّتِي صَارَت معمل قيشاني هِيَ الْمدرسَة الخاتونية الجوانية انْتهى وعَلى هَذَا إِن الْمدرسَة كَانَت بِتِلْكَ الْجِهَة وَهِي الَّتِي سَمَّاهَا حجر الذَّهَب
قَالَ العلموي وَقد خربها وَبنى مَكَانهَا بَيْتا فَخر الدّين الْقُدسِي الْمَالِكِي وَصَارَت نسيا منسيا ثمَّ إِن كيخيا حسن باشا أَخذ مِنْهُ مَا عمره قهرا وَلم ينله مِنْهَا إِلَّا الْإِثْم اهـ
أَقُول قد صرح بِأَن الخاتونية هَذِه قد اندرست مُنْذُ زمن وَأما القاشاني فقد اندرست أمكنته وانقرضت من أَيدي الدمشقيين صناعته وَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا آثَار ملصقة بِالْبِنَاءِ وَهِي لبهجتها وجمالها تدهش الْعُقُول فسبحان مغير الْأَحْوَال ومبيد الْأُمَم وصنائعها
وَقد توفيت خاتون الْمَذْكُورَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ودفنت بتربتها الَّتِي هِيَ تجاه قبَّة جركس بِالْجَبَلِ
قَالَ الْأَسدي فِي تَرْجَمَة خاتون بعد أَن ذكر الْمدرسَة والخانقاه وَبنت تربة بقاسيون على نهر يزِيد مُقَابل تربة جركس ووقفت على هَذِه الْأَمَاكِن أوقافا دارة كَثِيرَة كَذَا قَالَ فِي مرْآة الزَّمَان
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَت من أَغضّ النِّسَاء طرفا وأعصمهن وأجلهن صِيَانة وحزما متمسكة من الدّين بالعروة الوثقى وَلها أَمر نَافِذ ومعروف وصدقات ورواتب للفقهاء وادرارات وَبنت للفقهاء الصُّوفِيَّة مدرسة ورباطا قَالَ أَبُو شامة وَكِلَاهُمَا ينسبان إِلَيْهَا فالمدرسة دَاخل دمشق بمحلة حجر الذَّهَب بِالْقربِ من الْحمام الشركسي والرباط خَارج بَاب النَّصْر رَاكب على نهر بانياس فِي أول الشّرف القبلي وَأما مَسْجِد خاتون الَّذِي فِي آخر الشّرف القبلي من الغرب فَهُوَ مَنْسُوب إِلَى زمرد خاتون بنت جاولي أُخْت الْملك دقاق لأمه قَالَ الْعِمَاد وَهَذَا سوى أوقافها على معتقيها وعوارفها وأقاربها فرحمها الله تَعَالَى

الصفحة 170