كتاب كيف نفهم التوحيد

ويشركونهم مع الله في النُسُك والنذر، فلم نتردد في التنبيه والتبيين، ولم نتهيب أحداً عندما أعلنَّا ما وصل إليه علمنا، فقلناها صريحة، ورمينا بها بين أكتاف المكابرين، ولا يهمنا رضي الناس عنا أم غضبوا علينا.
فما كان رضى الناس (في يوم من الأيام) مقياساً للحق، وغضبهم معياراً للباطل.
شبه المشركين والقبوريين ونقضها:
أما الدليل على ما نقوله وندين الله به (في هذه الناحية) فعليك أن تصغى إليه في التفصيلات الآتية:
أولا: أنتم ترون أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم والتقرب إليهم بالذبح والنذر ليكونوا شفعاء ووسطاء إلى الله، كل ذلك ترون أنه ليس من الشرك ولا من الكفر، مادام أن القائمين به يؤمنون بالله ربا وأنه لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت إلا هو سبحأنه وتعالى، ويعتقدون أن من يدعون من دونه لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.
ولكن الواقع يثبت أن هذه نظرية خاطئة، والتحليل هذا تحليل فاسد يناقض أصول الإسلام مناقضة تامة، وسيتضح لك ذلك جليا فيما يلي أن شاء الله.
حقيقة النزاع بين الأنبياء والمشركين:
فالمتتبع للصراع الذي كان ناشئاً بين الأنبياء (وخاصة نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم) وبين المشركين الأولين، يجد أن سببه ومداره ليس أنكار أولئك المشركين لوجود الله سبحأنه وتعالى وعدم إيمأنهم به.

الصفحة 10