كتاب كيف نفهم التوحيد

توحيد أبي جهل وأبي لهب:
أبو جهل وأبو لهب ومن على دينهم من المشركين، كانوا يؤمنون بالله ويوحدونه في الربوبية خالقاً ورازقاً، محييا ومميتا، ضاراً ونافعاً، لا يشركون به في ذلك شيئاً؟؟ عجيب، وغريب، أن يكون أبوجهل وأبولهب، أكثر توحيداً لله وأخلص إيماناً به من هؤلاء المسلمين الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله؟؟، ما هذا يا رجل، كيف تجرؤون على التصريح بمثل هذا الكلام الخطير، الذي هو وأمثاله مما تغالون فيه هو الذي جعلكم أعداء للملايين من المسلمين في العالم؟
فقلت له: ليس هذا عجيبا ولا غريبا، بل هذا هو الواقع الذي ستعرفه وستسلم به (إن شاء الله) عندما تنكشف لك الحقائق جلية، وتنتصب أمامك الأدلة مشرقة واضحة، وعندها سيزول (بإذن الله) ما علق بذهنك، وستتخلص مما رسب في عقلك من رواسب المغالطات التي تغالطون بها أنفسكم وتظنونها حججا وبراهين.
الدليل على توحيد المشركين وإيمانهم بالله:
فقال: الدليل ياصاحبي، ما هو الدليل على هذا الذي تزعمونه؟ وإذا كان ما تقولونه صحيحاً من أن المشركين الأولين كانوا يؤمنون بالله هذا الإيمان، فما هو الشرك (إذن) الذي نعاه الله عليهم وكتب لهم بسببه الخلود في النار، بعد أن أحل دماءهم وأموالهم وأمر نبيه أن يجالدهم بالسيوف ويطاعنهم بالرماح؟

الصفحة 12