كتاب كيف نفهم التوحيد

الشيخ ابن عيسى الذي ليس له من الأمر شيء، الذي لا يسمعهم فضلا عن أن يجيب دعاءهم، ثاروا وصاحوا جميعا (وهابي وهابي) وكادوا يقذفون بي بين الأمواج الهائجة لولا أن الله حماني منهم ببعض الذين يكتمون إيمانهم في السفينة.
وعندما هدأت العاصفة ونجونا (بعون الله تعالى وفضله) وحده وليس بفضل ابن عيسى طبعا وأقبل بعضنا يهنئ بعضاً، أخذ هؤلاء القبوريون، يؤنبونني ويخوفونني من سوء الظن بالأولياء، ممتنين عليَّ بالنجاة ومذكرين بأنه لولا حضور القطب (ابن عيسى وخفانه) في تلك الساعة العصيبة لكنا جميعا في بطون الأسماك.
خرافة حضور الأولياء عند الشدائد:
فقلت لهم (وقد أوجعني سماع هذا الكفر الصراح) : إنكم تظلمون أنفسكم وتفترون على الشيخ ابن عيسى رحمه الله. إن هذا الشيخ الميت لهو أعجز من أن يسمع دعاءكم، فضلا عن أن يجيبه، فيحضر هنا بين هذه الأمواج لإنقاذكم.
اعقلوا أيها القوم، أن هذا الذي تدعونه من دون الله ميت، وقد قرر الله أن الميت لا يسمع وبهذا جاء القرآن، قال الله تعالى: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} 1، {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا
__________
1 النمل: (8)

الصفحة 19