كتاب كيف نفهم التوحيد

دعاء الميتين من الأولياء إماكفر أو جنون
إن الذين يدعون الأولياء من الميتين هم بين أمرين: إما أنهم يعتقدون أن هؤلاء الميتين يسمعونهم (على بعد المسافة) ويجيبونهم ويعملون على إنقاذهم أو لا يعتقدون، فإن اعتقدوا هذا (وهو ما يعتقدونه فعلا) فهو الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله لهم.
وأما أن يعتقدوا أن هؤلاء المدعوين لا يسمعون ولا يجيبون وهذا هو الجنون، والمجنون قد سقط عنه التكليف، فهؤلاء القبوريون (إذن) إما مشركون وإما مجانين وعليك أن تضعهم حيث شئت.
والحقيقة أن هؤلاء القبوريين ليسوا بمجانين، ولكنهم مفتونون فتنهم الشيطان وزين لهم هذه الأعمال الشركية وحببها إلى قلوبهم.
فلو لم يثقوا في قدرة أوليائهم على إنقاذهم أكثر من ثقتهم في الله العلي القدير لما أعرضوا عنه جل وعلا وتوجهوا إلى الميتين، خاشعين متضرعين متذللين.
فأي كفر وضلال بعد هذا، وماذا أبقوا بعد هذا لله الذي خلقهم وصورهم؟؟
وبعد أن وصلت مع صاحبي إلى هذه الدرجة من النقاش قال لي (في ارتباك) : ولكن ... ولكن ... وتطور ارتباكه إلى تلعثم، ثم عيَّ في الكلام فتظاهر بالبحث والتأمل ...

الصفحة 24