كتاب كيف نفهم التوحيد

فقد قال: إن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها، هي أن المشركين الأولين ما كانوا يفعلون مع أصنامهم أكثر من أنهم يتقربون إليها بالدعاء والذبح والنذر والطواف، وما شابه هذا من العبادات والقرب، مع اعتقادهم أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تحيي ولا تميت، ولا تدفع شراً ولا تجلب خيراً.
فهدفهم مما يعملون لها إنما هو لترضى عنهم فتقربهم إلى ربهم وتشفع لهم عنده، ليكونوا محل رحمته ورعايته.
وهذا هو حقيقة عبادتهم لغير الله، والتي بها سماهم الله مشركين وحكم عليهم بالكفر. ولا أكتمك بل أقولها صراحة إنني ما كنت أعرف أن هذا هو حقيقة الشرك الذي كان عليه المشركون الأولون، إلا من سير المناقشة التي دارت بيني وبينك هذه المرة.
فقلت له: عظيم جداً ... لقد اتفقنا إذن (بعد طول النقاش) على نقطة من أهم النقاط في الموضوع، وهي تحديد العبادة التي كان عليها المشركون الأولون.
وهذا يعني طبعا أنك تعترف وتقرر بأن الدعاء والذبح والطواف والنذر والتذلل والتضرع عبادة.
لا فرق بين القبوريين اليوم وبين المشركين الأولين
ثم قلت له: والآن وقد وفقت في الإجابة على هذا السؤال، فإن لي سؤالا آخر أرجو منك الإجابة عليه نفس الصراحة التي أجبت بها على السؤال الأول.

الصفحة 36