كتاب كيف نفهم التوحيد

ثم وضع القاعدة العامة في العبادة للجميع في كل زمان ومكان حين قال: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} 1.
{قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً} 2.
{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} 3.
{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيّ} 4.
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 5.
فهذه الآيات الكريمة تثبت (بما لا يدع مجالا للشك) أن المشركين الأولين، إنما كانوا (كالقبوريين اليوم) يدعون الأولياء والصالحين ويتخذون منهم آلهة يعبدونها بالدعاء والذبح والنذر والطواف والخوف والرجاء لتشفع لهم وتقربهم إلى الله زلفى.
المشركون ما كانوا يعبدون الأصنام لذاتها
وأن الأصنام والأنصاب والتماثيل والأوثان (كاللات والعزى ومناة ويغوث ويعوق ونسراً) إنما كانت تمثل أولئك الأولياء والصالحين بحملها أسماءهم، فهم (أي المشركون الأولون) لا يعبدون هذه الأصنام والتماثيل
__________
1 الزمر: (3)
2 الرعد: (16)
3 الكهف: (152)
4 الشورى: (90)
5 الأنعام: (14)

الصفحة 41