كتاب كيف نفهم التوحيد

{وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة} 1.
{قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} 2.
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} 3.
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ، إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} 4.
فهذه الآيات مما يلقي ضوءا على أن المشركين كانوا يعبدون الأصنام والأوثان لذاتها ولهذا جاء النهي عن عبادة هذه الأوثان والأصنام صريحاً كما جاء هذا النهي أيضا عن عبادة الأولياء.
عبادة الأصنام إنما هي للأولياء
فقلت له: نعم لقد ثبت هذا النهي عن عبادة الأصنام وعن عبادة الأولياء، وهذا صراحة يدين القبوريين بعبادة غير الله لأنهم يعبدون الأولياء، ولو لم يأت في القرآن إلا النهي عن عبادة غير الله مع ذكر الأصنام وإهمال ذكر الأولياء، لاعتبرنا القبوريين عبدة أولياء لأن هؤلاء الأولياء هم غير الله، توجه إليهم هؤلاء القبوريون بنفس العبادة التي يتوجه بها المشركون إلى أصنامهم (الدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء) وهذا على فرض أن المشركين الأولين لم يعبدوا إلا أصنافا وأوثانا من الحجر والنحاس والذهب وغير ذلك من الجمادات.
ولكن الثابت أن أولئك المشركين كانوا يعبدون الأولياء والصالحين لذاتهم، ويعبدون الأصنام والأوثان والتماثيل لا لذاتها وإنما تبعا لعبادة
__________
1 الأنعام: (74)
2 الشعراء: (71)
3 الأنبياء: (57)
4 الأنبياء: (51، 52)

الصفحة 47