كتاب كيف نفهم التوحيد

معبوديهم الحقيقيين من الأولياء والصالحين الذين أقيمت بأسمائهم هذه الأصنام والأوثان والتماثيل، كما بينته لك فيما مضى بالأدلة القطعية.
لهذا يصفهم الله سبحانه وتعالى مرة بأنهم عباد أصنام، ومرة عباد أولياء، فهم عباد أصنام بالسعي إليها والطواف حولها والعكوف عليها وتقديم القرابين لها.
وهم أيضا عباد أولياء بدعائهم لأصحاب هذه الأصنام وطلب حوائجهم منهم، والاعتماد عليهم شفعاء ووسطاء عند الله دون أن يأذن لهم بذلك.
وهكذا القبوريون اليوم، يقبلون أستار الضريح ويطوفون حوله ويزينونه ويبنون القباب عليه ويقربون له النذور، فهم بهذا عباد قبور صراحة وعباد أولياء ضمنا.
ثم هم في طوافهم حول ضريح يدعون صاحبه الميت، ويستغيثون به ويستنجدون، ويطلبون المدد، فهم بهذا عباد أولياء صراحة، وعباد قبور ضمنا.
فإن سميتهم عباد قبور فأنت صادق، باعتبار ما يصنعون للقبور، وإن سميتهم عباد أولياء، فأنت صادق، باعتبار ما يعبدونه به أولياءهم من دعاء ونذر وحلف وخوف ورجاء.
وهم، هم في الحالين بشركهم الأكبر، وإن سميتهم عباد أوهام وشهوات، فأنت صادق وعابد القبر

الصفحة 48