كتاب كيف نفهم التوحيد

(إلى الأن) أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم (وخاصة الأولياء والأنبياء والصالحين) شرك مخرج من الملة، ما دام أن المستغيثين والمتوسلين لا يعتقدون فيهم القدرة على الضر والنفع والخلق والإيجاد والإحياء والإماتة وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله.
ولطالما دار النقاش بيني وبينه، إلا أنه (غالباً) ما يكون نقاشاً قصيراً غير عميق بحيث لم يستطع أحدنا إقناع الآخر.
قال لي مرة: هل لك، أن نضع الموضوع على بساط البحث (وبكل صراحة) نتناوله من جميع نواحيه، بشرط أن نحزم عواطفنا وندعها جأنبا، لأن الناس لا يضلون السبيل إلا حيث تتحكم فيهم العاطفة ويتمكن من قيادهم الهوى؟؟
فقلت له: هذه، والله، هي اللحظة التي طالما تمنيتها، لأنني حريص على أن أكشف لك غوامض ومعميات هي السبب فيما أنت فيه من حيرة وتردد، ولذا تجدني سعيداً بالتعمق معك في بحث هذا الموضوع.
قال: عظيم جداً ... وأردف قائلاً:
ما هو موقفكم (بالضبط) من هذه المسألة؟ وما هي الأدلة القطعية التي تستندون إليها في تكفير الذين يملكون ذلك الطريق- طريق دعاء الأموات والاستغاثة بالأنبياء والصالحين والذبح والنذر لهم- وتحكمون عليهم بالخروج من الملة؟؟
فقلت له: موقفنا من هذه المسألة هو تبع لموقف القرآن الكريم،

الصفحة 8