كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة

بأخذهم من الخلائق بغير حساب، ثم أقبل ذلك العنق فيلتقطهم لقط الطير الحب، ثم انطوت عليهم فألقتهم في النار فابتلعتهم، ثم خنست بهم في جهنم فيُفعل ذلك بهم، ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع مَنْ أولى بالكرم، ليقم الحمَّادون لله على كل حال، فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم يفعل ذلك بأهل قيام الليل، ثم بمن لم يشغله تجارة الدنيا ولا بيعها عن ذكر مولاه حتى إذا دخلت هذه الفرق من أهل الجنة (¬1) والنار، تطايرت الكتب في الأيمان والشمائل ونصبت الموازين.
فتوهم الميزان بعظمه منصوباً، وتوهم الكتب المتطايرة وقلبك واجف متوقِّع أين يقع كتابك في يمينك أو في شمالك.
15- عن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان رأسه في حجر عائشة فنعس، فتذكرتْ الآخرة فبكت، فسالت دموعها على خدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستيقظ بدموعها، فرفع رأسه فقال: " ما يبكيك يا عائشة؟ فقالت: يا رسول الله تذكرتُ الآخرة، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال: " والذي نفسي بيده في ثلاث مواطن فإن أحداً لا يذكر إلا نفسه: إذا وضعت الموازين ووزنت الأعمال حتى ينظر ابن آدم أيخف
¬_________
(¬1) قال (أ) : في الهامش. وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش.

الصفحة 22