كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة

ميزانه أم يثقل، وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ أم بشماله، وعند الصراط " (¬1) .
16*- وعن أنس بن مالك قال: (يؤتى بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفَّتي الميزان ويوكَّل به مَلكٌ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوته يُسمع الخلائق: سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى (¬2) بعدها أبداً، وإن خفَّ ميزانه نادى (¬3) الملك بصوته يُسمع الخلائق: شقى فلان ابن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً) .
فبينا أنت واقف مع الخلائق إذ نظرت إلى الملك وقد أُمِرَ أن يحضر بالزبانية، فأقبلوا بأيديهم مقامع من حديد، عليهم ثياب من نار، فلما رأيتَهم فهبتَهم طار قلبك فزعاً ورعباً، فبينا أنت كذلك إذ نودي باسمك فنوديت على رؤوس (¬4) الخلائق الأولين والآخرين: أين فلان ابن فلان؟ هلمَّ إل (¬5) ى العرض على الله عزَّ وجلَّ، وقد وُكِّلَ الملائكة بأخذك حتى يقرِّبوك (¬6) إلى ربك، فلم يمنعها اشتباه الأسماء باسمك أن تعرفك لما ترى بك (¬7) أنك المراد بالدعاء المطلوب ـ. قال: حدثنا طلحة بن عمرو قال: قال لي عطاء بن أبي رباح: (يا طلحة، ما أكثر الأسماء على اسمك، وما أكثر الأسماء على اسمي، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان، فقام الذي يُعنى لا يقوم غيره لما لزم
¬_________
(¬1) إسناده ضعيف. وذلك لأن رواية الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلة، فقد ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
هذا وقد جاء الحديث مرسلاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أبي داود (4/240) ح4755، وأحمد (6/101) ، ومسند إسحاق بن راهويه (3/740) ح1349.
وجاء من رواية الحسن عن أم المؤمنين عائشة مرفوعاً عند الحاكم (4/622) ح8722.
وفي شأن رواية الحسن عن عائشة.

قال الحاكم عقب هذا الحديث: حديث صحيح، إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله تعالى عنها وأم سلمة.
وقال المزي في تهذيب الكمال: رأى علي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله وعائشة ولم يصح له سماع من أحد منهم.
وفي تهذيب التهذيب: وقال ابن المديني: مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها.
وقال أبو زرعة: كل شيء يقول الحسن: ((قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) وجدت له أصلاً ثابتاًَ ما خلا أربعة أحاديث.
وقال ابن سعد: وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فهو حجة، وما أرسل فليس بحجة.
وقال ابن حبان في (الثقات) : احتلم سنة 37، وأدرك بعض صفين ورأى مائة وعشرين صحابياً وكان يدلس. وقال سبط ابن العجمي: من المشهورين بالتدليس. وفي التقريب قال: ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيراً ويدلس. مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين.
وفي طبقات المدلسين لابن حجر قال: ويرسل كثيراً عن كل أحد، وصفه بتدليس الإسناد النسائي وغيره.
وقال الذهبي في التذكرة (1/71) : وهو مدلس فلا يحتج بقوله ((عن)) في من لم يدركه، وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم. ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن عديم النظير مليح التذكير بليغ الموعظة رأس في أنواع الخير.
وفي لسان الميزان قال: الإمام الحجة مدلس.
هذا وقد جاء عن عائشة من غير طريق الحسن كما أخرجه أحمد (6/110) ، فقد أخرجه من طريق ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران.
وإسناده ضعيف، لشأن ابن لهيعة، فقد ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وابن معين وابن سعد، وتركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد ووكيع. وقال الذهبي في الكاشف: ((العمل على تضعيف حديثه)) . وفي التقريب قال: ((صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون)) .
وقد ذكره بالتدليس: ابن حبان وسبط ابن العجمي، وابن حجر في طبقات المدلسين. وهنا قد عنعن الحديث.
ورماه بالاختلاط كل من: أبو جعفر الطبري، وابن سعد، وابن حبان، والذهبي في التذكرة، وابن حجر في التقريب، وفي طبقات المدلسين فقال: اختلط في آخر عمره وكثر عنه المناكير في روايته.
وقال أحمد: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتب لأعتبر به ويقوي بعضه بعضاً. وقال الذهبي: ((يروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به)) .
وجاء الحديث من غير طريق عائشة رضي الله عنها، فقد جاء من حديث أبي أمامة كما أخرجه الطبراني في الكبير (8/225) ح7890 من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.
وإسناده ضعيف، فعثمان بن أبي العاتكة قال عنه في التقريب: صدوق، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد. وعلي بن يزيد قال عنه في التقريب: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث أحاديثه منكرة. قال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها. وقال أبو حاتم عنها: ليست بالقوية هي ضعاف.
(¬2) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [يشقا] .
(¬3) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في الأصل عنده [نادا] .
(¬4) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [روس] .
(¬5) قال (أ) : في الهامش. وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش.
(¬6) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [يقربونك] .
(¬7) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [يرابك] .

الصفحة 23