كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة

كتابه) .
26*- وعن عبد الله بن حنظلة قال: (إن الله عز وجل يقف عبده يوم القيامة فيبدي (¬1) حسناته في ظهر صحيفته فيقول له: أنت عملت هذا؟ فيقول: نعم أي رب، فيقول: إني لن أفضحك به اليوم وإني قد غفرت لك اليوم فيقول عندها: {هآؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيهْ} (¬2) حين نجا من فضيحة يوم القيامة) .
وأما الأمر الآخر: فإما أن يقول لك: عبدي أنا غضبان عليك فعليك لعنتي، فلن أغفر لك عظيم ما آتيت، ولن أتقبل منك ما عملت، فيقول لك ذلك عند بعض ذنوبك العظيمة: أتعرفها؟ فتقول: نعم وعزتك، فيغضب عليك فيقول (¬3) : وعزتي لا تذهب بها مني، فينادي الزبانية فيقول: خذوه. فما ظنك بالله عز وجل يقولها بعظيم كلامه وهيبته وجلاله.
فتوهم إن لم يعف عنك، وقد سمعتَها من الله عز وجل بالغضب، وأسند إليك الزبانية بفظاظتها وغلظ أكفها، مستضفرة بأزمة من النيران غضاباً لغضب (¬4) الله عز وجل بالعنف عليك والغلظ والتشديد، فلم تشعر حين قالها إلا ومجسة غلظ أكفهم في فقاك وعنقك. فتوهم غلظ أكفهم حين قبضوا على عنقك بالعنف، يتقربون إلى الله عز وجل بعذابك
¬_________
(¬1) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [فيبدا] .
(¬2) الحاقة /20.
(¬3) قال (أ) : في الهامش. وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش.
(¬4) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [بالغضب] .

الصفحة 32