كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة

وهوانك.
فتوهم نفسك مستجذباً ذليلاً موقناً بالهلاك وأنت في أيديهم وهم ذاهبون بك إلى النار، مسوداً وجهك، تتخطى الخلائق بسواد وجهك، وكتابك في شمالك تنادي بالويل والثبور، والملك آخذ بضبعيك ينادي: هذا فلان ابن فلان شقى شقاء لا يسعد بعده أبداً.
لقد شهرك بالغضب والسخط عليك، ولقد تمت فضيحتك عند خلقه، فأخلف حسن ظن الظانين بك، وحقق تهم المتهمين لك، ولعله إن فعل ذلك بك فعله بتصنعك لطاعته عند عباده بطلب المنزلة عندهم بسقوط المنزلة والجاه عنده، ففضحك عند من آثرته عليه في المعاملة، ورضيت بحمده على طاعة ربك عز وجل عوضاً من حمده إياك تبارك وتعالى.
فتوهم ذلك، ثم توهمه، واذكر هذا الخطر، وكن مفكراً حذراً أي الأمرين يرتفع بك وأي الأمرين قد أعد لك.
27**- عن كعب قال: إن الرجل ليؤمر به إلى النار فيبتدره مائة ألف ملك.
قال أبو عبد الله: وقد بلغني أنه إذا وقف العبد بين يديّ الله عز وجل فطال وقوفه، تقول الملائكة: ما لك من عبد

الصفحة 33