كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة

وقهارمتك: إن فلان قد أقبل، فأجابوا واستبشروا لقدومك كما يبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه ـ كما قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه.
فبينما أنت تنظر إلى قصورك إذ سمعت جلبتهم وتبشيشهم فاستطرت لذلك فرحاً، فبينما أنت [فرح مسرور] (¬1) بغبطتهم لقدومك لما سمعت أجلابهم فرحاً بك، إذ ابتدرتْ القهارمة إليك، وقامت الولدان صفوفاً لقدومك، فبينما أتت القهارمة مقبلة (¬2) إليك، إذ استخف أزواجك للعجلة فبعثت كل واحدة منهن بعض خدمها لينظر إليك مقبلاً ويسرع بالرجوع إليها بقدومك لتطمئن إليه فرحاً، وتسكن إلى ذلك سروراً، فنظر إليك الخدم قبل أن تلقاك قهارمتك، ثم بادر رسول كل واحدة منهن إليها، فلما أخبرها بقدومك قالت كل واحدة منهن لرسولها: أنت رأيته؟ من شدة فرحها بذلك، ثم أرسلت كل واحدة منهن رسولاً آخر، فلما جاءت البشارات بقدومك إليهن لم يتمالكن أنفسهن فرحاً، فأردن الخروج إليك مبادرات إلى لقائك لولا أن الله كتب القصر لهن في الخيام إلى قدومك، كما قال مليكك {حور مقصورات في الخيام} (¬3) ، فوضعن أيديهن على عضائد أبوابهن
¬_________
(¬1) هكذا صوب الكلمتين (أ) ، وكانت في الأصل عنده [فرحاً مسروراً] .
(¬2) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [مقلة] .
(¬3) الرحمن /72.

الصفحة 51