كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة

الفاكهة مما لم يحسنوا أن يتمنوا، فقدموا أيديهم مسرورين بإكرام ربهم لهم، لأن حقاً على كل مزور أن يكرم زائره، فكيف بالمزور الكريم الواحد الجواد الماجد العظيم؟ .
فتوهم وهم يأكلون فرحين مستبشرين بإكرام مولاهم لهم، حتى إذا فرغوا من أكلهم قال الجليل لملائكته: اسقوهم. فأتتهم الملائكة، لا الخدام والولدان، بأكواب الدر وكؤوس (¬1) الياقوت، فيها الخمر والعسل والماء والألبان.
فتوهم تلك الكأسات وتلك الأكواب بأيدي ملائكة الرحمن، فناولوها أولياء الله فشربوها، فبان أثر حسن الشراب في وجوه الزوار. فلما سقتهم الملائكة ما أمرهم الله به من الأشربة، قال الجليل: اكسوا أوليائي.
فتوهم الملائكة، وقد جاءت بالحلل التي لم يلبسوا في الجنة مثلها، ثم قاموا على رؤوسهم (¬2) فألبسوها أهل كرامة الله ورضوانه.
فتوهم وقد صيروها (¬3) من فوق رؤوسهم حتى صارت على أقدامهم، فأشرقت بحسنها وجوههم. ثم أمر الجليل تبارك وتعالى أن طيبوهم، فارتفعت السحاب بحسنها وشدة ضيائها ونورها لحمل ألوان الطيب من المسك وجميع طيب الجنان، ما لم يجدوا مثل رائحته.
فتوهمها
¬_________
(¬1) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [وكوس] .
(¬2) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [روسهم] .
(¬3) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [سيرها] .

الصفحة 74