كتاب التوهم في وصف أحوال الآخرة
بينكم، وعودوا في نعيمكم، فكلوا واشربوا هنيئاً مريئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية. فلا يقدر الخلائق أن (¬1) يصفوا سرور قلوبهم حين سمعوا كلام مولاهم يذكر أعمالهم شكراً منه لهم، وغبطة منه لهم، لما ناداهم إلى (¬2) معاطاة الكأس للمنادمة بينهم بعد معرفتهم في الدنيا [.....] (¬3) منادمة أهل الدنيا على خمورهم. فلو رأيت وجوههم (¬4) وقد أشرقت بسرور كلام مولاهم واغتباطه لما ذكرهم أعمالهم الصالحة من صيامهم، وتركهم منادمة أهل الدنيا لمرضاته، وما عوضهم من المنادمة في جواره، وما أيقنوا به من سرورهم بمنادمتهم على الخمر والعسل والألبان، فأعظم به من مجلس، وأعظم به من جمع، وأعظم به من منادمين في جوار الرحمن الرحيم.
فكن إلى ربك مشتاقاً وإليه متحبباً، ولما حال بينك وبينه قاطعاً وعنه معرضاً، وابتهل في الطلب إلى الله بفضله وإحسانه أن لا يقطع بك عنهم.
وبالله التوفيق وإليه المصير، والجنة مثوى المؤمنين، وثواب المتقين، وسرور المحزونين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تم كتاب (التوهم) بحمد الله.
وصلى الله على محمد النبي وعلى آله أجمعين
اللهم وفق لمن كتبه و........ (¬5)
¬_________
(¬1) زاده (أ) وقال: ناقص في الأصل.
(¬2) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في الأصل عنده [من] .
(¬3) قال (أ) : بياض في الأصل.
(¬4) هكذا صوب الكلمة (أ) ، وكانت في أصله [وجوهم] .
(¬5) هكذا في النسخة المطبوعة من (التوهم) .
تم التحقيق والحمد لله رب العالمين.
الصفحة 80
80