كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 48)

أخبرنا (1) أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو صاعد الفضيلي أنبأنا أبو محمد الشريحي أنبأنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا عباس الدوري (2) حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري قال سمعت فضيل بن عياض قال لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر هو وولده وقوم معه من الهاشميين وبعثوا إلى المشايخ فأحضروهم عنده وبعثوا إلى فأردت أن لا أذهب واستشرت جارا لي فقال لي يا أبا علي لا تفعل اذهب لعله إنما يريد أن تحدثه بشئ أو تعظه بشئ قال فذهبت فجئت فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر إذا هم قعود فقلت لأدناهم إلي رجلا أيهم أمير المؤمنين فأشار لي إليه فاقبلت عليه فقلت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال فرد علي وقال اقعد ثم قال لي أما إنا ما دعوناك لشئ تكره ولكن حدثنا بشئ عظنا قال فأقبلت عليه فقلت له يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك قال فجعل يبكي ويشهق قال فرددت عليه يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك قال فجعل يبكي حتى جاء الخادم فحملوني فأخرجوني من الحجر وقالوا اذهب بسلام (3) أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا سعيد بن محمد البحيري أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن عبدوس حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري أملى علينا حدثنا أبو بكر ابن عفان حدثنا علي الطائفي وكان من خيار الناس قال قدم هارون أمير المؤمنين مكة قال فبعث إلى سفيان بن عيينة بالليل قال فأتاه سفيان فقال له هارون أمير المؤمنين قم بنا إلى باب فضيل بن عياض فدق سفيان الباب فقيل من هذا قال ابن عيينة قال أدخل فقال ابن عيينة أنا ومن معي فقال أنت ومن معك قال فدخل سفيان وهارون أمير المؤمنين على فضيل بن عياض وقال هارون للخادم لا تدخلن معنا فدخل سفيان فإذا فضيل مستقبل بوجهه القبلة فقال يا أبا علي هذا هارون أمير المؤمنين قد دخل عليك قال فمكث طويلا لا يلتفت إليه ولا بنظر إليه ثم رفع فضيل رأسه إلى هارون فقال له يا حسن الوجه ما أحسن وجهك لقد قلدت أمرا
_________
(1) كتب فوقها بالاصل: ملحق
(2) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 441
(3) كتب فوقها بالاصل: إلى

الصفحة 436