كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 48)

قال وسمعت فضيلا يقول (1) لو أن دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام قيل وكيف ذلك يا أبا علي قال متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني ومتى صيرتها في الإمام فإصلاح (3) الإمام إصلاح (4) العباد والبلاد قيل وكيف ذلك يا أبا علي فسر لنا هذا قال أما إصلاح (3) البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات فتركوا (4) الأرض وأما العباد فينظروا إلى قوم من أهل الجهل فيقول قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر يقول لرجل لك ما يصلحك وعلم هؤلاء أمر دينهم وانظر ما أخرج الله من فيهم مما يزكي الأرض فرده عليهم فقال كذا صلاح العباد والبلاد وقال رباح الكوفي إن ابن المبارك قبل جبهته في هذا الحديث فقال يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك قال وسمعت فضيلا يقول (5) إنما سمي الصديق ليصدقه وإنما سمي الرفيق لترفقه أي ليس في السفر وحده بل (6) في السفر والحضر قلنا يا أبا علي فسر لنا هذا قال أما الصديق لتصدقه فإذا رأيت منه أمرا تكرهه فعظه ولا تدعه يتهور وأما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه بفعلك (7) وإن كنت أحلم منه فارفقه بحلمك وإن كنت أعلم منه فارفقه بعلمك (8) وإن كنت أغنى منه فارفقه بمالك قال وسمعت فضيلا يقول (9) ما لكم والملوك ما أعظم منتهم عليكم أن قد تركوا لكم طريق الآخرة فاركبوا
_________
(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 91 ومختصر في سير أعلام النبلاء 8 / 434
(2) بدون إعجام بالاصل وفي الحلية: " تحزني " والتصويب عن المختصر
(3) في الحلية: " صلاح "
(4) كذا بالاصل وفي الحلية: " ونزلوا الارض " وفي المختصر: فتزكوا الارض
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء 8 / 112
(6) زيادة للايضاح عن حلية الاولياء
(7) في الحلية: فارفقه بعقلك
(8) الزيادة بين معكوفتين عن حلية الاولياء
(9) الخبر رواه أبو نعيم في حلية الاولياء 8 / 102

الصفحة 447