كتاب الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (اسم الجزء: 4)

له ولا يقوم به فعل البتة لا يعقل له ثبوت ملك ولا مالك.
الخامس: قوله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} فهذا سؤال لفعل يفعله بهم لم يكن موجودا قبل ذلك وهو الهداية التي هي فعله فيترتب عليها الاهتداء الذي هو مطاوع وهو فعلهم.
السادس: قوله {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ونعمته عليهم وفعله القائم به وهو الإنعام فلو لم يقم به فعل الإنعام لم يكن للنعمة وجود البتة.
السابع: قوله {عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} وهم الذين غضب الله عليهم بعدما أوجدهم وقام بهم سبب الغضب فالغضب على المعدوم محال وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن العبد إذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يقول الله: حمدني عبدي فإذا قال {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يقول الله: أثنى علي عبدي فإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله مجدني عبدي فإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله: هذه بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي فإذا قال {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} إلى آخرها قال الله: هذا

الصفحة 1224