كتاب الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (اسم الجزء: 4)

لعبدي ولعبدي ما سأل" فهذه أدلة من الفاتحة وحدها فتأمل أدلة الكتاب العزيز بعد على هذا الأصل تجدها فوق عد العادين وإحصاء المحصين حتى أنك تجد في الآية الواحدة على اختصار لفظها عدة أدلة كقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس82] ففي هذه الآية عدة أدلة:
أحدها: قوله {إِنَّمَا أَمْرُهُ} وهذا أمر التكوين الذي لا يتأخر عنه أمر الكون بل يعقبه
الثاني: قوله {إِذَا أَرَادَ شَيْئاً} وإذا تخلص الفعل للاستقبال
الثالث: قوله {أَنْ يَقُولَ لَهُ} وإن تخلص المضارع للاستقبال
الرابع: أن يقول فعل مضارع إما للحال وإما للاستقبال
الخامس: قوله {كُنْ} وهما حرفان سبق أحدهما الآخر ويتعقبه الثاني

الصفحة 1225