كتاب الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (اسم الجزء: 4)

العلي العظيم في الركوع والسجود كما ثبت في الصحيح أنه لما نزلت {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال النبي اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} قال اجعلوها في سجودكم وهو سبحانه كثيرا ما يقرن في وصفه بين هذين الاسمين كقوله {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة255] وقوله {هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج62] وقوله {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد9] يثبت بذلك علوه على المخلوقات وعظمته فالعلو رفعته والعظمة عظمة قدره ذاتا ووصفا.
وعند الجهمية ليس له علو ولا عظمة إلا ما في النفوس من اعتقاد كونه أفضل من غيره.

الصفحة 1365