كتاب الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (اسم الجزء: 4)

سقطت حرمة الإيمان والقرآن والرسول من قلوبهم ولهذا يصرحون بأن القرآن والسنة لا تفيدان علما ولا يقينا في هذا الباب ويقولون إن الطريقة البرهانية ليست في القرآن وإنها في منطق اليونان يوضحه
الوجه التاسع والثمانون بعد المائة: أن العظيم يوصف به الأعيان والكلام والصفات والمعاني أما الأعيان فكقوله تعالى {وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون6] وقوله {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل23] وأما المعاني فكقوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم4] وقوله {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور16] فيوصف بالذوات وصفاتها وأفعالها وكل موصوف فصفته بحسبه فعظم الذات شيء وعظم صفاتها شيء وعظم القول شيء وعظم الفعل شيء والرب تعالى له العظمة بكل اعتبار وكل وجه بذاته والمعطلة تنكر عظمة ذاته ولا يثبتون إلا عظمة معنوية لا يثبتون عظمة الذات كما يقولون مثل ذلك في العلو أنه علو

الصفحة 1374