كتاب الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (اسم الجزء: 1)

مالم يطرد في موارد استعماله ومثال ذلك إطراد قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه54] {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف54] في جميع موارده من أولها إلى آخرها على هذا اللفظ فتأويله باستولى باطل وإنما كان يصح أن لو كان أكثر مجيئه بلفظ استولى ثم يخرج موضع عن نظائره ويرد بلفظ استوى فهذا كان يصح تأويله باستولى فتفطن لهذا الموضع واجعله قاعدة فيما يمتنع تأويله من كلام المتكلم وما يجوز تأويله ونظير هذا إطراد النصوص بالنظر إلى الله هكذا ترون ربكم تنظرون إلى ربكم {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة 23] ولم يجىء في موضع واحد ترون ثواب ربكم فيحمل عليه ما خرج عن نظائره

الصفحة 386