كتاب كتاب مقالات الألباني

فبهما نرى ولهما ننتمي، وفيهما نعمل، وعلى منهاجِهمَا تتألف دعوتنا وبصيرتنا {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

الصراع مع الرويبضة:
روى ابن ماجه في الفتن برقم 4036 بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيأتي على الناس سنواتٌ خداعاتٌ، يُصدَّقُ فيها الكاذبُ ويكذبُ فيها الصادقُ، ويؤتمنُ فيها الخائنُ، ويُخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطقُ فيها الرُّويْبِضَةُ» قيل: وما الرويْبِضَةُ؟ قالَ: «الرجلُ التافهُ يتكلم في أمر العامّة».
نعم لقد شَكّل هؤلاء الرويبضةُ كتلةً حَولَها طبقةٌ كتيمةٌ، مكونةٌ من خلطة غريبة ممزوجة بالحقد، والجهل، والنفعية، والوصولية، والكبرياء، والغلظة، والجفاء، والتعصب الأعمى للرأي، والعصبية للآباء والأجداد، والهوى، والعَمَه. . . وغيرها، ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، هذه هي الرويبضة، وهؤلاء هم جماعتها الذين يتدخلون في شؤون عامة المسلمين بغير علم ولا هدى ولاكتاب منير، حمية الجاهلية تنال من أفضل من يحمل الكتاب والسنة عن علم وعن هدى.
لقد حمل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السنة من مصادرها الأصلية دراية ورواية، وعاد بثبوتها على أعظم مصادرها من كتب السلف الصالح مباشرة بكل صبر وأناة، وعلى بصيرة تامة، وذهن وقاد سبق فيه من مشى معه، ولحق فيه من سبقه، وشهد له كل العلماء العاملين بالقدرة العجيبة على حمل العلم، وشعة الفهم، وعمق الفقه، وحقيقة الإخلاص لله.
ويأتي بعد كل هذا من لا يساوي أمامه بالعلم والفهم والفقه في دين الله شيئاً، فيوزع ألقاب العلم والجهل ومحبة الرسول على من يشاء من

الصفحة 13