كتاب كتاب مقالات الألباني

تبدأ القصة من عام 1350 هـ الموافق 1930 م حين اجتمع نخبة من الشباب الجامعي بدمشق يرأسهم الأستاذ المصلح أحمد مظهر العظمة -رحمه الله تعالى- واتفقوا على إصدار مجلة شهرية تكون لسان حال الحركة الإصلاحية في بلاد الشام، تعبر عن آرائها، وتوضح مفاهيمها، وتنشر مبادئها، وتتيح لطلبة العلم -المتجهين نحو الإصلاح- نشر مقالاتهم فيها. . . وكان أن صدرت مجلة "التمدن الإسلامي".
واتفق هؤلاء النخبة من الشباب على دعوة علماء الإصلاح في الشام لإثراء المجلة بمقالاتهم وأطروحاتهم، واستجاب لهذه الدعوة الكريمة عدد من العلماء، كان من أبرزهم علامة الشام الشيخ محمد بهجت البيطار، والعلامة السلفي الشهير الشيخ عبد الفتاح الإمام، وعلامة الجزيرة السورية الشيخ محمد سعيد العُرْفي -رحمهم الله تعالى- يجمعهم مشرب واحد هو الدعوة إلى الإصلاح الديني والاجتماعي، ونشر المنهج السلفي بين عامة الناس، وكتب هؤلاء الأعلام مقالات كثيرة يدعون فيها للإصلاح والتجديد، ونبذ البدع والخرافات، وتوضيح الدعوة التي قام بها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، والرد على مخالفيها.
لاقت هذه المجلة الفتية قبولاً عاماً بين أنصار المنهج السلفي بدمشق، بينما واجهت حرباً ضروساً من "الحَشَويَّة" أنصار البدعة والخرافة.
وكلما تقدمت المجلة سنة ازداد روادها، وكثر كتّابها، إلى أن جاءت سنتها التاسعة عشرة عام 1372 هـ حيث أتاحت المجلة للأستاذ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -وكان يومئذ يواجه حملة عداء كبيرة من بعض مشايخ دمشق- أن ينشر فيها مقالاته وآراءه، وأن يعبر عن منهجه العلمي السلفي الذي يدعو إليه من خلال الردود والمناقشات العلمية، وكان فاتحة ما كتبه من مقالات، مقالاً عنوانه "وجوب التفقه في الحديث" ونشر في المجلد التاسع عشر ص 529 - 530.

الصفحة 18